نوذر عباسی؛ بهنوش أصغری؛ محمود خورسندی؛ علی ضیغمی
المستخلص
رغم أنّ هناک خلافًا فی الآراء حول ماهیّة مفهوم التکافؤ (equivalence) وتعریفه واستخدامه، إلّا أنّه یُعتبر أحد المفاهیم المبدئیّة فی دراسات الترجمة. نظرًا لما فی النصوص من التنّوع فی الأغراض والأسالیب، فمن البدیهیّ ألا یُتّخذ التکافؤ کمفهوم کلّیّ بین النص الأصلیّ والمترجَم. إذن یجب على المترجم تحدید المستوى المطلوب والمناسب من التکافؤ ...
أكثر
رغم أنّ هناک خلافًا فی الآراء حول ماهیّة مفهوم التکافؤ (equivalence) وتعریفه واستخدامه، إلّا أنّه یُعتبر أحد المفاهیم المبدئیّة فی دراسات الترجمة. نظرًا لما فی النصوص من التنّوع فی الأغراض والأسالیب، فمن البدیهیّ ألا یُتّخذ التکافؤ کمفهوم کلّیّ بین النص الأصلیّ والمترجَم. إذن یجب على المترجم تحدید المستوى المطلوب والمناسب من التکافؤ عند ترجمته لنصّ خاصّ أو جزء خاصّ من النص، نظرًا لاعتبار الاستعارة کإحدى المحسّنات الجمالیة، فالتکافؤ المطلوب إقامته بین الاستعارة وترجمتها هو التکافؤ الجمالیّ، والذی یراد به التماثل بین الاستعارة وترجمتها فی قابلیّة التفسیر واستدعاء القارئ للتدخّل فی فک شفرتهما. اعتمد هذا البحثُ المنهجَ الوصفیّ التحلیلیّ ودرس ثلاث ترجمات فارسیّة شهیرة لکتاب نهجالبلاغة على أساس نظریّة التکافؤ الجمالیّ، فوصل إلى نتائج من أهمّها؛ أولًّا: تسرُّبُ الخصائص الأدبیّة السائدة على الاستعارات إلى الترجمة عندما یجرّب قارئ النص المترجَم ظروفًا مشابهة لِما یلقاه قارئ النص الأصلیّ من التأمّل والتحدّی الفکریّ لدى قراءة النص الأصلیّ؛ ثانیًا: الحفاظُ على الجانب التأویلیّ للاستعارة وعدم التّصریح بالمعنى الواقعیّ الخفیّ فیها - وهو ما یعبّر عنه فی هذا البحث بالتکافؤ الجمالیّ - والذی یؤدّی إلى تفکیر قارئ النص المترجَم وتحدّیه؛ ثالثًا: اقتراح منهج الترجمة الحرفیّة للاستعارات التی تدلّ على الجوانب الثقافیّة المشترکة بین اللغتین التی یوجد مدلولها فی اللغة المستهدفة، والترجمة إلى استعارة متکافئة ومتساویة للاستعارات التمثیلیّة التی تستخدم کـ«مَثل» فی اللغة المستهدفة والترجمة إلى التشبیه لبقیّة الاستعارات کمناهج مقترحة للحفاظ على قابلیّة التأویل فی الاستعارات وتأثیرها الأدبیّ.